شهدت البرلمانات مساهمة ملحوظة خلال العقود الأخيرة في الشؤون الدولية وذلك نتيجة لزيادة المصالح المتبادلة بين الأمم والشعوب في مختلف الحقول الإنسانية حيث أصبحت تلعب دوراً كبيراً وفعالاً في الدبلوماسية الحديثة سواء عبر الملتقيات والمؤتمرات البرلمانية الدولية أو عبر الاتحادات البرلمانية الدولية والاقليمية، واصبحت الدبلوماسية البرلمانية من أوجه الدبلوماسية السائدة في العصر الحالي نظراً للتطور الذي شهده العمل البرلماني في الحقل السياسي الخارجي اذ اصبح دورها واضحا في السلوكيات السياسية للدول المتقدمة على المستوى الديمقراطي.

الاتحاد البرلماني الدولي

تأسس الاتحاد البرلماني الدولي بناءً على مبادرة من برلمانيين مشهورين من محبي السلم هما السيد وليام رندال كرمير (المملكة المتحدة) والسيد فردريك باسي (فرنسا) ويُعد الاتحاد البرلماني الدولي أقدم منظمة سياسية متعددة الأطراف تضم ممثلي برلمانات وطنية وجمعيات برلمانية إقليمية.

وإعمالا لنظام الاتحاد البرلماني الدولي ولوائحه والتي تنص على ان تشكل في كل برلمان شعبة برلمانية لغايات الاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي، وبسب اختلاف التشكيل من برلمان إلى آخر، فانه وحسب الأنظمة الداخلية المعمول بها في كل من مجلسي الأعيان والنواب في الأردن اعتبر كامل أعضاء المجلسين أعضاء في الشعبة البرلمانية ويرأسهم رئيس مجلس النواب، على ان يتم تشكيل لجنة تنفيذية تتولى مهام ومتابعة النشاطات والأعمال الخاصة بالاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي وغيرهما من الجمعيات والهيئات البرلمانية ونيابة عن كامل هيئة المجلس.

واعضاء اللجنة التنفيذية من مجلس النواب هم أعضاء المكتب الدائم ورؤساء اللجان الدائمة، ويكون رئيس مجلس النواب رئيس اللجنة وتنتخب اللجنة مقررا لها.

وتتولى اللجنة دراسة جميع الامور التي تتعلق بالاتحاد البرلماني المختص او الجمعيات او الهيئات البرلمانية المختصة وتنسب للمجلس ما تراه من قرارات واجراءات بخصوصها.

الاتحاد البرلماني العربي

يتألف الاتحاد البرلماني العربي من الشعب البرلمانية التي تمثل المجالس التشريعية للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، حيث يتولى بحث القضايا التي تعرض عليه في نطاق أهداف الاتحاد البرلماني العربي ويصدر بشأنها القرارات والتوصيات اللازمة.

الجمعية البرلمانية للاتحاد من اجل المتوسط

تأسست الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط (والتي كانت تحت مسمى الجمعية البرلمانية الاورومتوسطية) بقرار من المؤتمر الوزاري للشراكة الأورومتوسطية في نابولي عام 2003 لتبادل وجهات النظر في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأوروالمتوسطة.

وتهدف الجمعية إلى إنشاء منطقة سلام واستقرار قائمة على القانون الدولي واحترام حقوق الانسان والديمقراطية، وإنشاء منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي ودول المتوسط الشريكة، وتعزيز التفاهم والثقافات، وتنمية وتطوير الشراكة الأورومتوسطة.

تتكون الجمعية من برلمانيين يمثلون برلمانات دول الاتحاد الأوروبي، وبرلمانات الشركاء المتوسطين (ومن بينهم الأردن) والبرلمان الأوروبي، وتتكون من 280 عضواً.

الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا

الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا هي منظمة دولية مكونة من 47 دولة اوروبية تأسست عام 1949، وتمثل القوى السياسية (الاغلبية والمعارضة) في الدول الاعضاء فيها والمواضيع التي تهتم بها الجمعية هي حقوق الانسان، الديمقراطية، حماية الاقليات، وسيادة القانون.

قام وفد من الجمعية بزيارة الاردن ولقاء حضرة صاحب الجلالة عام 2013 وابدى الوفد رغبته بان يتقدم الاردن بطلب للحصول على صفة شريك من اجل الديمقراطية في الجمعية. وتقدم مجلس الامة بشقيه بطلب رسمي للحصول على صفة شريك من اجل الديمقراطية في الجمعية بتاريخ 25/7/2013 وفي عام 2016 وافقت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بالإجماع على قبول البرلمان الأردني بصفة شريك من أجل الديمقراطية.

لجان الاخوة وجمعيات الصداقة

في إطار تمتين العلاقات البرلمانية وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية، حرص مجلس النواب الاردني على إنشاء العديد من جمعيات الصداقة ولجان الأخوة مع برلمانات دول العالم لتكون على تواصل دائم معها من خلال الاجتماعات واللقاءات التي تضم أعضاء هذه الجمعيات واللجان من البلدان المختلفة التي تربطهم عرى الأخوة والصداقة.

وقد نشط مجلس النواب الاردني في هذا المجال من خلال زيارات هذه اللجان والجمعيات البرلمانية إلى كثير من دول العالم مما كان له الأثر البالغ على الدبلوماسية البرلمانية الأردنية في شرح الموقف الأردني إزاء العديد من القضايا المختلفة وتبادل وجهات النظر مع البرلمانيين في الدول الأخرى، كما كان مجلس النواب مسرحا للعديد من الزيارات البرلمانية من الدول الشقيقة والصديقة.

لقد كان لانشاء هذا النوع من اللجان والجمعيات وتفعيل دورها أثر هام في توطيد العلاقات بين البرلمان الاردني وبرلمانات العالم الأخرى مما انعكس بالتالي ايجابيا على العلاقات السياسية بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومات تلك الدول وذلك من خلال تقريب وجهات النظر وتوحيد المواقف والإطلاع على أخر المستجدات في تلك الدول وبيان موقف البرلمان الأردني من جميع القضايا المطروحة.